سورة يوسف - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


قوله عز وجل: {ذلك الدين القيم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: ذلك الدين المستقيم، قاله السدي. الثاني: الحساب البيّن، قاله مقاتل بن حيان.
الثالث: يعني القضاء الحق، قاله ابن عباس.


قوله عز وجل: {يا صاحبي السجين أما أحدكما فيسقي ربه خمراً} وهو الذي قال: إني أراني أعصر خمراً، بشره بالنجاة وعوده إلى سقي سيده خمراً لأنه كان ساقيه.
{وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه} وهو الذي قال {إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه} فأنذره بالهلكة وكان خباز الملك، قال ابن جرير: وكان اسمه مجلثاً، واسم الساقي نبواً. فلما سمع الهالك منهما تأويل رؤياه قال: إنما كنا نلعب.
قال {قُضِيَ الأمر الذي فيه تستفتيان} فيه وجهان:
أحدهما: قضي السؤال والجواب.
الثاني: سيقضى تأويله ويقع.
فإن قيل: فكيف قطع بتأويل الرؤيا وهو عنده ظن من طريق الاجتهاد الذي لا يقطع فيه؟ ففيه وجهان:
أحدهما: يجوز أن يكون قاله عن وحي من الله تعالى.
الثاني: لأنه نبي يقطع بتحقيق ما أنطقه الله تعالى وأجراه على لسانه، بخلاف من ليس بنبي.


قوله عز وجل: {وقال للذي ظن أنه ناجٍ منهما اذكرني عند ربك} فيه قولان: أحدهما: يعني للذي علم أنه ناج، فعبر عن العلم بالظن، قاله ابن شجرة. الثاني: أنه ظن ذلك من غير يقين.
وفي ظنه وجهان:
أحدهما: لأن عبارة الرؤيا بالظن فلذلك لم يقطع به، قاله قتادة.
الثاني: أنه لم يتيقن صدقهما في الرؤيا فكان الظن في الجواب لشكه في صدقهما.
{اذكرني عند ربك} أي عند سيدك يعني الملك الأكبر الوليد بن الريان تأميلاً للخلاص إن ذكره عنده.
{فأنساه الشيطان ذكر ربِّه} فيه قولان:
أحدهما: أن الذي نجا منهما أنساه الشيطان ذكر يوسف عند سيده حتى رأى الملك الرؤيا قاله محمد بن إسحاق.
الثاني: أن يوسف أنساه الشياطن ذكر ربه في الاستغاثة به والتعويل عليه.
روى أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قال: اذكرني عند ربك ما لبث في السجن ما لبث».
{فلبث في السِّجن بضع سنين} قال ابن عباس: عوقب يوسف بطول السجن بضع سنين لما قال للذي نجا منهما اذكرني عند ربك، ولو ذكر يوسف ربه لخلصه. وفي (البضع) أربعة أقاويل:
أحدها: من ثلاث إلى سبع، وهذا قول أبي بكر الصديق وقطرب.
الثاني: من ثلاث إلى تسع، قاله مجاهد والأصمعي.
الثالث: من ثلاث إلى عشر، قاله ابن عباس.
الرابع: ما بين الثلاث إلى الخمس، حكاه الزجاج.
قال الفراء: والبِضع لا يذكر إلا مع العشرة والعشرين إلى التسعين، ولا يذكر بعد المائة.
وفي المدة التي لبث فيها يوسف مسجوناً ثلاثة أقاويل:
أحدها: سبع سنين، قاله ابن جريج وقتادة.
الثاني: أنه لبث اثنتي عشرة سنة، قاله ابن عباس.
الثالث: لبث أربعة عشرة سنة، قاله الضحاك، وإنما البضع مدة العقوبة لا مدة الحبس كله.
وقال وهب: حبس يوسف سبع سنين، ومكث أيوب في البلاء سبع سنين.
قال الكلبي: حبس سبع سنين بعد الخمس السنين التي قال فيها {اذكرني عند ربك}.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10